إختيار المحررالعرض في الرئيسةفضاء حر

مندوب أممي بوظيفة ساعي بريد

يمنات

عندما يصبح مندوب الأمم المتحدة ساعي بريد بين أطراف متصارعة ينقل رسائل و اشتراطات من اجلها يعتمد دورات مكوكية بين مختلف العواصم. و مع ذلك ل أحد ممن ينقل رسائله يلتزم بها لأنه يغير من مضمونها في اقرب وقت، عندما تصل إلى مسامعه موافقة أطراف أخرى ليزيد من تعقيد الموقف. و هم بذلك يكسبون وقتا في إطالة أمد الحرب بموافقة الأمم المتحدة ذاتها.

و هنا يخرج هذا المندوب عن وظيفته و مهمته التي هي سياسية أولا تتضمن دعوة الأطراف لحوار بموجبه يكون إيقاف الحرب، وهم مجبرون على ذلك وفق قرارات مجلس الأمن التي تشكل سندا له و قوة في فرض طبيعة الحوار و مساراته.

و لأنه مندوب فاشل لا يعي مهمته .. يحاول تغطية فشله بالادعاء انه يهتم بالمسائل الإغاثية أو بالأسرى، أكثر من ظهوره الأعلامي دونما مرا جعة لحقيقة دوره الذي فشل فيه طيلة الشهور الماضية، و دونما إدراك و وعي لفشل سلفه، و هو درس كان عليه أن يتعلم منه.

يتنقل من صنعاء إلى الرياض و عدن وغيرها من العواصم دونما تأكده من تعهدات الأطراف التي يتحاور معها، و دونما إحساس هذه الأطراف بعقوبات رادعة من مجلس الأمن تجاه من يخالف التزاماته و قرارات المجلس .. بل هناك تلاعب بدوره حتى من العواصم الخليجية التي أظهرت عدم اتفاق على مسار الحرب و حدودها و على مسار المصالحة أيضا..

نحن إزاء غياب سياسي في مهمة هذا المندوب الأممي و عجز في الملفات الإنسانية و الإغاثية، فلم يستجب له أيا من المنظمات ورجال الأعمال في الخليج و العالم من اجل التبرع للمجهود الإنساني.

استخفاف الأمم المتحدة بحرب اليمن ظهر جليا في اختيار مندوبين لا يفقهون من السياسية شيئا و لا يفقهون طبيعة اليمن و تركيبة القوى السياسية و أهدافها الحقيقية و ارتباطاتها الخارجية.

هذا الفشل يعني استمرار العبث السياسي و الحروب المتعددة داخل اليمن لعام قادم و ربما ترسل الأمم المتحدة مندوبا ثالثا..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى